ميس رايتشل تثير الجدل بين متابعيها بدفاعها عن أطفال غزة
ميس رايتشل تثير الجدل بين متابعيها بدفاعها عن أطفال غزة
كانت "ميس رايتشل" تُعرف لسنوات طويلة في الولايات المتحدة كشخصية محبوبة تقدم محتوى تعليمياً للأطفال ولأسرهم بأسلوب محبب وبوجه طفولي مبتسم، لكن منذ العام الماضي، بدأت تعبر علناً عن دعمها للأطفال في قطاع غزة الذين يعانون جراء الحرب، ما أحدث انقساماً حاداً بين متابعيها الذين تجاوز عددهم 15 مليون على منصة يوتيوب.
رفعت رايتشل صوتها في عدة مناسبات للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين، وأطلقت حملة لجمع 50 ألف دولار لصالح منظمة "سيف ذا تشيلدرن" في مايو 2024، وتحدثت في مقابلات عن ضرورة كسر الصمت إزاء معاناة الأطفال، وفق فرانس برس.
وقالت في مقابلة مع الإعلامي مهدي حسن: "عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل.. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي".
الاتهامات تزداد
مع تزايد نشاطها في مناصرة حقوق الأطفال في غزة، تعرضت ميس رايتشل لهجوم حاد من معارضين اتهموها بأنها تقدم دعاية مناهضة لإسرائيل، وطلبت مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل من وزارة العدل الأمريكية فتح تحقيق بشأن تمويل محتمل من جهات خارجية لحملاتها.
كما اتهمتها منظمة StopAntisemitism بنشر دعاية لحركة حماس، رغم نشرها فيديوهات داعمة للأطفال الإسرائيليين الذين قتلوا أو أسروا خلال الصراع.
ردّت رايتشل في مقابلة مع نيويورك تايمز، ووصفت الاتهامات بأنها "عبثية" و"كذب صريح"، مؤكدة أن معاناة آلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة لا تقل أهمية عن معاناة الأطفال في أماكن أخرى.
تباين ردود الفعل
ألغت ميس رايتشل إمكانية التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لغزة بسبب الكم الهائل من الانتقادات، لكن متابعين آخرين عبّروا عن دعمهم الكبير لها، وكتب أحدهم: "أحب برنامجك وليس سياستك"، وآخر قال: "ميس رايتشل كنز وطني".
دافع عنها أيضاً تومي فيتور، المساعد السابق للرئيس الأمريكي أوباما، الذي وصف الهجوم عليها بأنه محاولة خبيثة لاستغلال قضايا حساسة لأهداف سياسية.
ونشرت ميس رايتشل مؤخراً صورة مع الطفلة رهف، التي فقدت ساقيها في الحرب على غزة، معبرة عن استيائها من صمت القادة الدوليين الذين لم يقدموا الدعم الكافي للأطفال في الأزمة.
وقالت: "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً.. يجب أن يشعر القادة الذين يلتزمون الصمت بالعار".
شخصية اجتماعية
ميس رايتشل (رايتشل أكورسو) هي شخصية اجتماعية أمريكية اشتهرت عبر يوتيوب بتقديم نصائح للأهالي حول تربية الأطفال، بأسلوب محبب وشخصية ودودة.
ومنذ بداية حرب غزة في أكتوبر 2023، غيّرت نهجها لتصبح ناشطة إنسانية تركز على معاناة الأطفال في القطاع الفلسطيني، ما سبب جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة التي تشهد انقسامات عميقة حول الصراع بين إسرائيل وحماس، خصوصاً في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية.